بيرو.. سكان "أمازوناس" يستعدون للنزوح الثالث في غضون 6 أشهر

بيرو.. سكان "أمازوناس" يستعدون للنزوح الثالث في غضون 6 أشهر

تتعرض العائلات في منطقة أمازوناس في بيرو لخطر النزوح للمرة الثالثة في غضون 6 أشهر، حيث يؤدي تغير المناخ إلى تكثيف تأثير الكوارث، مما يترك الأطفال دون تعليم جيد أو أمن بشأن مستقبلهم، وفقا لمنظمة "إنقاذ الطفولة".

منذ نوفمبر 2021، واجهت أجزاء من منطقة أمازوناس زلزالين مدمرين وأمطار غزيرة، تسببت في سلسلة من الانهيارات الأرضية والفيضانات الشديدة، مما أثر على أكثر من 10 آلاف شخص.

ويقول تقرير "إنقاذ الطفولة"، العائلات التي نزحت في البداية بسبب زلزال قوي بلغت قوته 7.5 درجة في 28 نوفمبر، أصبحت بلا مأوى للمرة الثانية عندما دمرت مآويها المؤقتة أو جرفتها الفيضانات والسيول في وقت سابق من هذا العام، وستستمر الأمطار الغزيرة في المنطقة طوال شهر مايو، مما يعرض العائلات لخطر النزوح مرة أخرى.

قالت كريستينا، البالغة من العمر 26 عامًا، والتي نزحت بسبب الكوارث المتعددة في المنطقة، "لقد لاحظت تغير المناخ على مر السنين، ولذلك أعمل الآن كوكيل حماية مع منظمة إنقاذ الطفولة لضمان احترام حقوق الأطفال".

وأضافت: "من قبل، لم يكن المطر بهذه الصعوبة ولكنه الآن شديد والرياح قوية، والطقس هنا أكثر سخونة من ذي قبل".

وأوضحت: "هطول الأمطار شائع في هذه المنطقة الجبلية، ومع ذلك، أدى تغير أنماط الطقس إلى زيادة شدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الرياح القوية والسيول الغزيرة، مما أدى إلى حدوث كوارث أكبر".

وتعيش غابرييلا، 30 عامًا، مع زوجها وطفليها الصغار، في قرية صغيرة دمرت أواخر العام الماضي.

قالت غابرييلا: "ضرب الزلزال الأول المنطقة ليلا، كان الكثير من الناس يخرجون من منازلهم يطلبون المساعدة ويبكون ويتسولون، كان الأمر صعبًا للغاية لأنه كان مظلماً للغاية، ولدي طفلان".

وأضافت: "كان علي أن أحمل أحد أطفالي على ظهري والآخر بين ذراعي، كنت أبكي وأصلي، كنت يائسة، ثم أدركت أنه كان عليّ أن أبقى هادئة لأن بناتي كن يبكين معي، لم أكن أتخيل أن هذا الوضع سيحدث".

تسكن غابرييلا وعائلتها الآن خيمة منزلية مؤقتة، مثل 428 عائلة أخرى في المنطقة، حيث يصبح المأوى البلاستيكي ساخنًا للغاية أثناء النهار، مما يجعل البقاء بالداخل بسبب الحرارة أمرًا لا يطاق، كما أن الماء يتسرب إليه كلما هطل المطر.

تقول غابرييلا: "إنه مكان صغير، لدينا أسرتنا وأغراضنا، لذلك لا يوجد مكان للعب الأطفال، الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به هناك هو النوم".

وأوضحت أن أصعب جزء من تجربتها كان إخبار ابنتها البالغة من العمر عامين بما حدث لمنزلهم، قائلة: "قالت لي: (أمي لماذا لا نذهب إلى المنزل؟) وبكت، ثم طلبت الذهاب إلى الحديقة، لكنني لم أستطع اصطحابها إلى هناك لأنني لم أرغب في أن ترى الدمار وتتأثر برؤية ما حدث".

بعد نحو أسبوع، عرضت غابرييلا على ابنتها بعض الصور وأوضحت أن زلزالًا وانهيارًا أرضيًا دمر منزلهم ومجتمعهم ومحاصيلهم، قالت غابرييلا: "لقد فهمت ولم تطلب العودة إلى المنزل بعد ذلك".

تكافح عائلات مثل عائلة غابرييلا الآن لإعادة بناء حياتها في منطقة تعتبر عالية الخطورة لوقوع كارثة أخرى، إنهم ينتظرون بصبر الحكومة لإعادة بناء منازلهم في مكان أكثر أمانًا ليس بعيدًا جدًا عن المكان الذي كانوا يعيشون فيه، وحيث يمكنهم الوصول إلى المياه النظيفة والتعليم ومصدر للدخل.

وقالت غابرييلا "نريد أن يتم تركيب منازلنا ولكن مع جميع المرافق الضرورية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي، نحتاج أيضا إلى تعليم جيد، نحن بحاجة إلى التكنولوجيا للمدارس، ليس فقط لهذا المكان ولكن أيضًا لجميع المدن في المناطق الريفية المحيطة هنا".

تعمل كارلوس معلمة في نفس المجتمع الذي تعيش فيه غابرييلا وعائلتها، ولسوء الحظ ، تعرضت المدرسة التي عمل فيها كارلوس -وهي المدرسة الوحيدة في المجتمع- لأضرار جسيمة عندما تسبب زلزال نوفمبر في حدوث تصدعات سطحية.

قالت كارلوس: "كان هناك بعض الآباء والأمهات الذين أغمي عليهم، هل يمكنك أن تتخيل كيف شعر الأطفال؟ كان الناس يغمى عليهم والمنازل تنهار، والأطفال في حالة صدمة".

تعمل الآن كارلوس في مساحة تعلم مؤقتة تدعمها منظمة "إنقاذ الطفولة"، حيث يقوم بتعليم الأطفال حول الكوارث، وخاصة ما حدث في مجتمعهم، وفوائد الأمطار وعواقبها.

وقالت المديرة القطرية لمنظمة إنقاذ الطفولة في بيرو، فيرونيكا فالديفييسو: "إن تغير المناخ يجعل الكوارث أكثر خطورة في مناطق الأمازون في بيرو، مع آثار بعيدة المدى على الأطفال، وإن هذه المنطقة معرضة بشدة لزلزال آخر أو انزلاقات أرضية أو فيضانات أخرى، حيث تعيش العائلات أساسًا في منطقة خطرة، لقد رأينا بالفعل حياتهم تم اقتلاعهم مرتين، وهم الآن معرضون لخطر النزوح للمرة الثالثة".

وأضافت: "سيصبح النزوح أكثر شيوعًا في هذه المنطقة مع استمرار تغير المناخ في التأثير على أنماط الطقس وتفاقم الاحتياجات الإنسانية، وإذا لم نعالج أزمة المناخ الملحة، فستظل حقوق الأطفال مهددة، ولن يكون أمام بعض العائلات خيار سوى أن ينتقلوا لأن أراضيهم ستصبح غير صالحة للسكنى".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية